هذا الحديث مشكل؛ لأن ظاهره خلود المنتحر في النار، ومن المعلوم شرعاً أن النار لا يخلد فيها إلا الكافر، ولذا حمله العلماء على محملين:
الأول: أن هذا في حق من انتحر معتقداً عدم حرمة الانتحار؛ لأنه بهذا يكفر إذ أن حرمة الانتحار معروفة عند جميع المسلمين، ومن استحل حراماً من هذا النوع فقد كفر.
الثاني: أن المراد بالخلود هنا المكث الطويل في نار جهنم؛ لأن المكث الطويل يسمى خلوداً في اللغة، وعلى كلا الحالين فالانتحار جريمة عظيمة حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرض أن يصلي على قاتل نفسه، والمنتحر يفر من ألم الدنيا المحدود إلى ألم النار وهو أشد وأطول مدة، نسأل الله العفو والعافية .
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى العقيدة / فتوى رقم/15)