في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال: (إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، بل إنه كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله) رواه البخاري ومسلم.
فدلّ الحديث على أن عذاب القبر حق، أما كيفيته فنفوض أمره إلى الله، وأقرب الأشياء إلى أذهاننا أن نتصوره كالآلام التي يتعرض لها النائم لما يراه من أحلام مزعجة، فعذاب القبر يقع على الروح ويتأثر به الجسد تأثراً لا نعرف كيفيته، والواجب علينا أن نستعيذ بالله من عذاب القبر، وأن نبتعد عن الأعمال المؤدية إليه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) رواه مسلم وغيره.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى العقيدة / فتوى رقم/ 6)