هذا الموضوع كُتبت فيه بحوثٌ وأُلفت كتب، وعندي أهم شيء في الموضوع أن يكون مقتنعاً بما يقول، وآية قناعته أن يكون سبّاقاً إلى تطبيق ما يدعو الناس إليه، وأن يكون أبعدهم عما يُحذِّر الناس منه، فلسان الحال أصدق من لسان المقال، والقناعة هذه تأتي من مداومة القراءة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة، وحياة الصحابة الكرام والسلف الصالح، وأقل المكاسب التي يجب أن يحرص عليها هو أن ينقذ نفسه من عذاب الله.
وليحب المسلمين، ويقبل عذرهم، ويستر زلتهم، ويثني على جهد كل مجتهد في سبيل الإسلام وإن قل، وإن خالفه في الفروع، وليكن ما بينه وبين الله عامراً، بالذكر والخشية، والمراقبة، والإخلاص، والدعاء، والابتهال، ولا يكثر همه إن تولى عنه البعض، فقد تولى البعض عن الأنبياء، وليكن عزاؤه أنه بذل ما يستطيع.
هذه الأمور يجب أن يحرص عليها الداعي لا ليجذب الناس إليه لكن ليبعد نفسه عن سخط الله، وقد يكون إقبال الناس عليه تبعاً لذلك، لكن لا ينسى أن إقبال الناس عليه يزيد مسؤوليته أمام الله، والله المستعان.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الحياة العامّة / فتوى رقم/36)