لا يجوز لأحد أن يقول في الدين بلا علم، ولا يكفي الاطلاع على آية للحكم بمقتضاها، بل لا بد من فهمها كما فسرها أهل الاختصاص، وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة عبس ما يلي:
1. سُئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) عبس/31 فقال: "أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لاَ أَعْلَمُ" رواه البيهقي في شعب الإيمان.
2. وذُكر بعده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ الْفَاكِهَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا الأَبُّ ؟ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: إنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ يَا عُمَرُ. رواه ابن أبي شيبة في المصنف.
فإذا كان أبو بكر وعمر يتوقفان في تفسير كلمة من آية، فكيف يجوز لنا أن نفسر القرآن الكريم دون أن نرجع إلى أقوال أهل العلم في الموضوع! وهذا خطر عظيم، قال الله تعالى: (أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) يونس/68، وقد شدد الرسول صلى الله عليه وسلم على الذين يقولون في الدين بغير علم.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الحياة العامّة / فتوى رقم/29)