هذه المسائل لا مجال فيها للرأي الشخصيّ، بل يجب البحث عن الحكم الشرعيّ، والتمثيل كله من المسائل المستجدَّة التي اختلف فيها العلماء، فمنهم من حرّمها لما فيها من الكذب وانتحال شخصيات الآخرين، ومنهم من أجازها إذا كانت تحثُّ على الفضيلة، والواقع أن طبيعة التمثيل وما فيه من اختلاط الرجال بالنساء، والمواقف المنافية لأحكام الشريعة، تجعله إلى التحريم أقرب، وهيهات أن يَسْلم من المؤاخذات الشرعيّة بالإضافة إلى ما فيه من إساءة إلى السلف الصالح عندما يقلِّدهم أصحاب الفسق والمعاصي، ولا ننسى أنهم بتلك التمثيليات يعطون صورة غير صحيحة عن السلف الصالح، فالملابس كما يتخيّلها المخرجون الذين لا علم لهم بملابس ذلك العصر، ومثل ذلك الكلام والحركات... إلخ، يُضاف إلى ذلك أن الإسلام حرّم التصوير وأذن بنقل الأخبار الصالحة؛ ليكون الاهتمام بالأخلاق والصفات الفاضلة وليس بالأشكال والملابس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) متفق عليه، ولهذا كله ينبغي الإعراض عن هذه التمثيليّات ومعرفة الحقائق من خلال الكتب والمراجع الموثوقة.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى اللعب واللهو/ فتوى رقم/10)