التورية: هي أن يقول الإنسان كلاماً يتبادر إلى ذهن السامع منه شيء وهو يريد شيئاً آخر. كقول إبراهيم عليه السلام لقومه (إنِّي سَقِيمٌ) الصافات/89؛ فالمفهوم الظاهر من كلامه أنه مريض جسمياً، مع أنه كان يريد أنه متألم لحماقتهم بعبادة الأصنام.
وهذا النوع من الكلام يجوز للضرورة فقط، كدفع الظلم عن نفسه أو عن غيره، ولا يجوز لغير ذلك؛ لأنه يؤدي إلى فقدان الثقة بكلام الناس، وبهذا تتعطل مصالحهم، وفي باب اليمين قرر الفقهاء أن اليمين بحسب نية المحلِّف، لا بحسب نية الحالف.
فلو قال: "والله ما له عليَّ عشرة دنانير". وأراد - في الباطن - ما له على رأسي عشرة دنانير؛ لا ينفعه هذا عند الله، وتكون يمينه يميناً غموساً لحديث: (اليمين على نية المستحلف) رواه مسلم.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الأيمان والنذور/ فتوى رقم/1)