إذا سقط فأر في إناء فيه دهن كالزيت والسمن ومات فيه، فإن كان الدهن جامدًا نجُس ما حوله فقط، وإن كان مائعًا تنجّس كله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن الفأرة تموت في السمن: (إِذَا وَقَعَتِ الْفَأْرَةُ فِي السَّمْنِ فَإِنْ كَانَ جَامِدًا فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَإِنْ كَانَ مَائِعًا فَلاَ تَقْرَبُوهُ) رواه النسائي. ومثل الدهن كل مادّة تكون جامدةً أحيانًا وسائلةً أحيانًا. وأما إن خرج حيّا فإن الزيت لا ينجس؛ لأن الفأر حال حياته طاهر، ومعلوم أن الزيت مائع، ونادرًا ما يتجمّد، ولذا يتنجس إذا مات فيه فأر أو غيره من الحيوانات، التي تنجس بالموت.
أما غسل الزيت فهو أن يوضع في إناء ثم يسكب عليه الماء ويُحرَّكان، ثم يُفتح ثقب في أسفل الإناء ليخرج الماء، وهذا لا يجعله طاهرًا في مذهب الشافعية.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الطهارة/ فتوى رقم/24)