كان المسلمون يراعون في بناء بيوتهم وهندستها أحكام الشريعة، فيجعلون الشبابيك مرتفعة حتى لا تُكشف النساء، ولا تنكشف نساء الآخرين، ويجعلون غرفة الضيوف منفصلة حتى لا تنكشف الحريم في الدار، ويبعدون المرحاض عن بقية المرافق تنزهاً عن النجاسة.
وقد ابتُلينا بهندسة البيوت هندسة إفرنجيّة، وعمّت البلوى بذلك، ولهذا يجب المحافظة على الطهارة عندما يكون المرحاض مشتركًا مع الحمام بحيث لا تصل النجاسة إلى المُستحمِّ، ويمكن التنزه عن النجاسة بسكب الماء في المرحاض وما حوله لإزالة النجاسة، ويمكن عمل غطاءٍ مناسبٍ لفوَّهة المرحاض، وعندئذٍ يزول الإشكال نوعاً ما.
أما ذِكْرُ الله تعالى فمن الممكن أن يكون سرّاً، ويُراعى فيه حال الذاكر، فإن كان في قضاء حاجةٍ فهو في مرحاضٍ لا يذكر الله جهراً، وإن كان يستحمُّ فهو في حمامٍ يذكر سرّاً.
ولا أدري هل شغلنا كل أوقاتنا بذكر الله لكي نسأل عن الذكر في مثل هذه الأماكن؟!
وأما ما ورد من أن السنة أن يقول إذا أراد دخول الخلاء: (باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)؛ فهذا يكون قبل الوصول إلى المكان المخصص لقضاء الحاجة.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الطهارة/ فتوى رقم/17)