الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تعلم أحكام القراءة والتجويد التي تحفظ اللسان من اللحن المفسد للمعنى واجب على كل مسلم ومسلمة، كي يقرأ الفاتحة وسائر سور القرآن الكريم قراءة صحيحة في مقتضى اللغة العربية الأصلية.
أما تعلم الأحكام التحسينية التي تتعلق بصفات الحروف ومخارجها وأحكامها التي لا يُؤدي الجهل بها إلى إفساد المعنى واللحن الجلي فهو تعلم مندوب ومستحب وليس بواجب.
يقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله: "واجب صناعة بمعنى ما لا بد منه مطلقاً، وبمعنى ما يأثم بتركه إذا أوهم خلل المعنى أو اقتضى تغيير الإعراب" انتهى من "الدقائق المحكمة" (ص/19).
وقال أيضا: "اللحن الجلي: خطأ يعرض للفظ ويُخل بالمعنى والإعراب، كرفع المجرور ونصبه. والخفي: خطأ يعرض للفظ ولا يُخل بالمعنى ولا بالإعراب، كترك الإخفاء والإقلاب والغنة" انتهى (ص/38).
ويقول المُلا علي القاري الحنفي: "ينبغي أن تُراعى جميع قواعدهم وجوباً فيما يتغيّر به المبنى ويفسد المعنى، واستحباباً فيما يحسن به اللّفظ ويستحسن به النّطق حال الأداء". وأما اللحن الخفي فقال: "لا يُتصور أن يكون فرض عين يترتب العقاب على قارئه لما فيه من حرج عظيم" "شرح الجزرية" (ص/20). والله أعلم.