الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
يستحب للمصلي وغيره إذا سمع قول الله تعالى: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) المطففين/36 أن يجيب بكلمة الحق، فيقول مثلاً: نعم، عدلاً من الله وحكمة.
ولم يثبت في ذلك ذِكرٌ معيَّن خاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن قال الفقهاء: إنه يستحب للمسلم إذا سمع القرآن على وجه العموم أن يتفكر فيه ويتدبره بقلبه، ويظهر ذلك على لسانه بجواب السؤال ودعاء الله تعالى، سواء داخل الصلاة أم خارجها، اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ... يَقْرأُ مُتَرَسِّلاً، إذا مَرَّ بِآيةٍ فِيها تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإذا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ" رواه مسلم في "صحيحه" (رقم/772).
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: "يسن للقارئ في الصلاة وخارجها إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله الرحمة، أو بآية عذاب أن يستعيذ منه، أو بآية تسبيح أن يسبح، أو بآية مثل أن يتفكر، وإذا قرأ: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) التين/8، قال: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، وإذا قرأ: (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُون) الأعراف/185، قال: آمنت بالله، وإذا قرأ: (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) الملك/30، قال: الله رب العالمين" انتهى من "مغني المحتاج".
ومع ذلك ففي تفسير آية المطففين الواردة في السؤال أقوال أخرى، يمكن مراجعتها في الكتب المطولة. والله أعلم.