الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الحج المبرور هو الحج الذي يتقبله الله عز وجل، ويكتب لصاحبه الأجر عنده سبحانه. فقد قال عليه الصلاة والسلام: (الحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزاءٌ إلَّا الجَنّةُ) متفق عليه.
وأرجح الأقوال في تعريف الحج المبرور: أنه الذي يخلو من الإثم والمعاصي، فلم يقع فيه صاحبه في الرياء أو المنهيات أو محذورات الإحرام عامداً، ولم يترك واجباً من الواجبات، ولم يرتكب إثماً من غيبة أو أذية أو نحو ذلك.
يقول الإمام النووي رحمه الله: "الأصح الأشهر أن المبرور هو الذي لا يُخالطه إثم. مأخوذ من البر، وهو الطاعة. وقيل: هو المقبول، ومن علامة القَبول أن يرجع خيراً مما كان ولا يعاود المعاصي. وقيل: هو الذي لا رياء فيه. وقيل: الذي لا يعقبه معصية. وهما داخلان فيما قبلهما.
ومعنى (ليس له جزاء إلا الجنة): أنه لا يقتصر لصاحبه من الجزاء على تكفير بعض ذنوبه، بل لا بد أن يدخل الجنة"، ينظر: "شرح مسلم" (9/ 118-119).
والحج يجب مرة واحدة في العمر، وقد لا يتيسر مرة أخرى، والمطلوب من الحاج أن يُؤدِّيَه بكامل فرائضه وواجباته وسننه، ولا يترك منها شيئاً ما استطاع؛ لأن ترك السنن يُفوِّت على نفسه مزيداً من الأجر عند الله تعالى.
والخلاصة أن من ترك سنة من سنن الحج أو مستحباته لم يُحرَم أجر الحج المبرور بإذن الله؛ لأنه ليس من الإثم الذي يُناقض البر، إلا أنه فوَّت على نفسه الفضيلة. والله أعلم.