الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حيث كان، وعلى قدر استطاعته، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمانِ) رواه مسلم.
وهذه الفريضة سبب لحفظ المجتمعات من كل ما يشوبها من سلوكيات فاسدة، وسبب لتثبيت روح المسؤولية في نفوس جميع أفراد المجتمع، وهي مع ذلك منضبطة بالقواعد الشرعية التي تحفظها من الجور على خصوصيات الناس وحرياتهم، وتحفظها أن تكون سبباً في بث الشقاق والنزاع في المجتمع.
ومن هذه الضوابط أن الفقهاء قالوا: إن المنكر الذي يجب إنكاره هو المتفق على تحريمه، أما المختلف فيه فإنه لا يجوز إنكاره، وإنما يمكن المحاورة في شأنه بالتي هي أحسن.
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: "مِن فروض الكفايات: الأمر بالمعروف من واجبات الشرع، والنهي عن المنكر من محرماته بالإجماع، إذا لم يخف على نفسه أو ماله أو على غيره مفسدة أعظم من مفسدة المنكر الواقع، أو غلب على ظنه أن المرتكب يزيد فيما هو فيه عناداً كما أشار إليه الغزالي في "الإحياء"، ولا يختص بالولاة، بل يجب على كل مكلف قادر من رجل وامرأة.
ولا يأمر ولا ينهى في دقائق الأمور إلا عالم، فليس للعوام ذلك، ولا يُنكر العالمُ إلا مجمَعاً على إنكاره، لا ما اختُلف فيه، إلا أن يرى الفاعل تحريمه... وإن ندب على جهة النصيحة إلى الخروج من الخلاف برفق فحسن إن لم يقع في خلاف آخر، أو في ترك سنة ثابتة، لاتفاق العلماء على استحباب الخروج من الخلاف حينئذ" انتهى من "مغني المحتاج".
لذلك ننصحك بالحرص على تبليغ السائق الحكم الشرعي، ونصيحته بالكلمة الطيبة، وكسر حاجز الخجل المذموم في مثل هذه المواقف. والله أعلم.