الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا) الفرقان/61.
القمر آية من آيات الله تعالى، وسنة كونية من السنن الدالة عليه سبحانه، فإذا خسف القمر كان على المؤمن أن يتذكر الله، ويلجأ إلى الصلاة التي تُسمى (صلاة الخسوف)، يلتجئ فيها المسلم إلى الله عز وجل؛ لجلال الحدث وعِظَم هذه الآية، وقد شُرعت في السنة الخامسة للهجرة.
وهي سنة مؤكدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ؛ فَإذا رَأيْتُمُوهُما فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ) متفق عليه. وتُسنُّ فيها الجماعة، وينادى لها: "الصلاة جامعة".
ويُصلى لخسوف القمر ركعتان، في كل ركعة قيامان يطيل القراءة فيهما ويجهر بالقراءة، وركوعان يطيل التسبيح فيهما دون السجود، ويخطب بعدها خطبتين كخطبتي الجمعة - في الأركان والشروط - يحث الناس فيهما على التوبة وفعل الخير، ويُحذرهم من الغفلة والاغترار.
وإذا فات وقت صلاة الخسوف - بأن انجلى القمر قبل أن تُصلى - لم يُشرع قضاؤها؛ لأنها من الصلوات المقرونة بسبب، فإذا ذهب السبب فقد فات موجبها.
ويُسن الاغتسال لصلاة الخسوف، فيُغتسل قبلها كما يغتسل لصلاة الجمعة؛ لأنها في معناها من حيث الاجتماع وندب الجماعة. والله تعالى أعلم.