الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
أوجب الإسلام العدل بين الزوجات في المأكل، والمشرب، والمسكن، والمبيت، والنفقة. قال الله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) النساء/3، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم الزوج لأي من زوجاته؛ فقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ لِإِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى؛ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجُرُّ أَحَدَ شِقَّيْهِ سَاقِطًا أَوْ مَائِلًا) رواه أحمد (2/295)، وفي رواية: (جَاءَ يَوْمُ القِيَامَةِ أَحَدُ شِقَّيهِ مائلاً) (8/150).
ولا يعد هجر الزوج لزوجته طلاقاً مهما طالت المدة، ما دام أن الزوج لم يصدر عنه أي لفظ طلاق، ويأثم لهجر زوجته الأولى إن كان لغير سبب شرعي، وينبغي أن يعود لزوجته ويصلح ما بينهما، ونُذكِّره بوجوب العدل بين زوجتيه، ونوصي الجميع بتقوى الله عز وجل، والعشرة بالمعروف. قال الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء/19، والمتضرر يرفع أمره للقضاء، والله تعالى أعلم.