الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الزنا عاقبته وخيمة على الزاني، فالآثام والمعاصي سبب لكل شر في الدنيا والآخرة، وسبب لقلة الرزق وحرمان البركة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ) رواه أحمد في "المسند" (37/ 111).
وقد ذكر العلماء من آثار الزنا على النفس أنه يورث سواد الوجه، ووحشة القلب، وخبثا يعرف به بين الخلائق، ومن آثار الزنا السيئة استحقار الناس للزاني، ونظرهم إليه بعين الخيانة ولو لم يعلموا بزناه، كما أن المعصية تحث على المعصية فيصاحب الزنا عقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وشرب الخمر، والاعتداء على الأعراض، وفي الآخرة عذاب شديد وخزي بين يدي الله.
وأما القاتل فعقوبته القصاص أو العفو من أولياء المقتول، فإن لم يكن في الدنيا أداه يوم القيامة من حسناته.
ومع ذلك نقول: إن الحديث الوارد في السؤال ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم نجد له رواية في كتب الحديث والآثار، بل قال الإمام السخاوي رحمه الله: "لا أعرفه" "المقاصد الحسنة" (رقم/93). وورد معناه في حديث مكذوب أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الزنا يورث الفقر) رواه أبو حاتم كما في "العلل" (1/ 410-411). وقال أبو حاتم: "هذا حديث باطل"، وقال الإمام الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 423): "منكر". والله أعلم.