الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
احتساب العلامات لطلاب الجامعات من الأمانة التي يُسأل عنها المدرسون يوم القيامة، لما يترتب عليها من حقوق لازمة للحصول على شهادة الجامعة، ولما تشتمل عليه من وصف دقيق لكفاءة الطالب العلمية، فأي تغيير في هذا الوصف يدخل في أبواب التزوير والكذب، فضلا عن أن تساهل المدرس في هذا الموضوع من شأنه أن يوهن المسيرة العلمية، ويزعزع الثقة بالمؤسسات الأكاديمية، ويخرج إلى المجتمع نوعية ضعيفة غير قادرة على تحمل المسؤولية ولا تتحلى بالكفاءة المطلوبة.
لذلك على المدرسين - الذين تُبنَى على علامتهم نتائج مهمة - أن يحفظوا الأمانة، وأن يغلبوا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة لطالب معين، وأن يستعينوا بإدارة الجامعة وأنظمتها كي يسدوا باب التلاعب بالعلامات بالكلية، وإلا فستكون هذه الثغرة معول هدم وفساد في المجتمع، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال/27. والله أعلم.