قد يكون بعض الأذكار أفضل من بعض لعمومها وشمولها واشتمالها على جميع الأوصاف السلبية والذاتية والفعلية، فيكون القليل من هذا النوع أكثر وأفضل من الكثير من غيره، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (سبحان الله عدد خلقه) رواه مسلم.
ولمثل هذا قال صلى الله عليه وسلم: (ألظُّّوا بيا ذا الجلال والإكرام) رواه أحمد؛ لأن الألف واللام في (يا ذا الجلال والإكرام) مستغرقة لأصناف الجنس في الإكرام والجلال، إذ لا إكرام إلا منه، وقد اتصف بكل جلال وكمال، فانتظمت جميع صفات السلب، إذ يصح أن يقال: "جل عن كل نقص وعيب"، وشملت جميع صفات الإثبات، إذ يصح أن يقال: جل بعلمه وقدرته وشمول كلمته ونفوذ إرادته.
ولا شك أن الثناء بالأعم أبلغ من الثناء بالأخص والخاص، فإذا كان الثناء الخاص مفرطاً في الكثرة والتكرار ففي قيامه مقام الأعم نظر. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/2)