لا يجوز التلقيب بالألقاب الكاذبة إلا لضرورة، ولا يسجع الخطيب إلا بالفواصل الحسان التي يرجى من مثلها التذكير والاتعاظ دون الرياء والسمعة وإظهار البلاغة والفصاحة، ولا يذكر الجائر بالعدل، ولا الجاهل بالعلم، ولا يذكر أحداً بما ليس فيه في خطبة ولا غيرها، فإن المدح بالحق ذبح، فما الظن بالمدح بالباطل، ولا يتناول ذلك بما ذكر، إلا أن يُلزم الخطيب، بحيث لا يتمكن من إقامة الخطبة إلا بذلك.
وما أقبح بالخطيب أن يدعو الله تعالى لمن يلقب بالألقاب التي يعلم الله تعالى أنه بريء منها، ويصفه بأوصاف يعلم الله عز وجل أنه بعيد عنها، وهذا سوء أدب في الدعاء، فإن من شفع لعبد آبق من سيده، عاص له، مخالف لأمره، وقال في شفاعته: "أكرم عبدك المطيع لأمرك، العاكف على خدمتك" كان الشفيع عند السيد مقيتاً كذاباً، جديراً بأن لا تقبل شفاعته؛ لِقحته على السيد بما وصفه به الآبق المايق المارق. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/131)