نعم، يجاب المؤذن وإن لَحَّنَ الأذان، لما في إجابته من ذكر الله وتمجيده، والاعتراف بتوحيده، وإرسال رسوله، مع براءة المجيب من حوله وقوته، فلا يترك هذا الخير الكثير لأجل التلحين الذي إثمه على المؤذنين دون السامعين، وإن أمكن الإنكار عليه باللسان أنكر، وإلا فلْيكْره تلحينَهُ بالألحان المُحَرَّمات المُغَيِّرات لكلمات الأذان.
وتلحين القرآن أعظم إثماً من تلحين الأذان، وأبعدَ من أجاز تلحين القرآن من العلماء، وكذلك تلحين خطبة الجمعة لا يمنع من الإصغاء إليها للوقوف على مقاصدها ومعانيها.
وإذا أذن المؤذنون معاً كفتهم إجابة واحدة، وإن أذنوا مرتين أجاب كل واحد إجابة لتعدد الأسباب، وإجابة الأول أفضل إلا في الصبح والجمعة، فإن الإجابة لا تزيد على إجابة الثاني للاتفاق على أنهما مشروعان، وكذلك الأذان الثاني لشرفه وتحصيله المقصود من أجل شرع الأذان. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/200)