لم يُؤَذِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع فضل الأذان؛ لأنه إذا كان عمل عملا أثبته ودام عليه، وكان شغله بالقيام بأعباء الرسل ومصالح الشريعة وغير ذلك من الوظائف التي هي خير له من الأذان، ولم يُؤذِّن مرة واحدة لما في ذلك من خلاف عادته في أنه إذا عمل عملا أثبته ودام عليه، ولهذا قال عمر: (لولا الخلافة لكنت مؤذنا)، معناه لولا شغلي بأمور الخلافة لكنت مؤذنا، ومن علل بغير هذا فقد غلط. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/164)