أما فضل حب الرسول صلى الله عليه وسلم على حب نفسه فهو شرط في كمال الإيمان دون أصله، وأنه صلى الله عليه وسلم لجدير أن يكون أحب من الأنفس؛ لأن للحب سببين:
أحدهما: الشرف والكمال.
والثاني: الإنعام والإفضال.
ولا شك أن نفسه صلى الله عليه وسلم أكمل الأنفس وأشرفها، فينبغي أن يكون حبه على قدر كماله.
وأما الإنعام والإفضال المربوطان بالأسباب فلا إنعام أتم من إنعامه علينا وإحسانه إلينا؛ لأنه عرفنا بربنا عز وجل وبما شرعه لنا، وكان سبباً في فوزنا بدار القرار والخلاص من عذاب النار، وكيف لا يكون هذا شأنه أحب إلينا من أنفسنا الأمارة بالسوء التي ما تقاعدنا عن شيء من الفلاح إلا بسببها، ولا وقعنا في شيء من القبائح إلا بطلبها وشهوتها. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/95)