الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
إجابة مستمع الخطيب في خطبته ليس من الكلام المنهي عنه، وإنما ينهى عن الكلام الذي يقطع الاستماع، ويشعر بالإعراض عن الخطيب، أما متابعة الخطيب في ذكر الله تعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتأمين على دعائه، أو حتى إجابة سؤاله وطلبه: فهذا كله من الكلام المباح غير المكروه، إذ لم يرد النهي عنه، بل وردت نصوص مطلقة كثيرة في استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يمكن الاستدلال بها ههنا، وإنما ورد النهي عن الكلام الذي يُعرض به المستمع عن الخطبة، بل صح في أحاديث كثيرة توجه الكلام بين النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الخطبة وبين بعض الناس، كحديث أنس بن مالك في طلب أعرابي من النبي صلى الله عليه وسلم الاستسقاء للناس بسبب القحط والجفاف، وحديث سليك الغطفاني حين أمره النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الركعتين قبل الجلوس، وكلها أحاديث صحيحة يرويها البخاري ومسلم.
يقول العلامة الرملي رحمه الله: "يباح من غير كراهة لمستمع الخطيب أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويرفع بها صوته إذا سمع ذكره صلى الله عليه وسلم...قال الأذرعي: والرفع البليغ كما يفعله بعض العوام بدعة منكرة" انتهى باختصار من "نهاية المحتاج" (2/320)
والله أعلم.