(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)

الكاتب : المفتي الدكتور عبد الله مقدادي

أضيف بتاريخ : 25-09-2025


 (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وبعد:

قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]، فهذه الآية الكريمة من سورة الأنبياء -وهي سورة مكية- تناولت مجموعة من قصص الأنبياء عليهم السلام، فذكرت حال الأنبياء وحال أقوامهم، وبينت خصوص رسالتهم، فجاءت هذه الآية لتبين مكانة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وعلو شانه وعموم رسالته، حيث عمت العالمين بفضله، وشملت الكون بأسره، يقول الطبري في بيان المعنى الإجمالي للآية: "وما أرسلناك يا محمد إلى خلقنا إلا رحمة لمن أرسلناك إليه"([1])، فجاءت هذه الآية تمدح رسالته وتعظم دعوته وتمجد شريعته، بأنّها رحمة الله تعالى المهداة، ونعمته المزجاة، فحوت مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدح من أرسله ومدح ما أرسل به.

مناسبة الآية لما قبلها: عُطفت هذه الآية على جمع من الآيات التي تتحدث عن الأنبياء السابقين وما آتاهم الله من آيات، وبما أيدهم به من معجزات باهرات كان لها الأثر كله في مسيرة دعوتهم، ومنهج رسالتهم، يقول ابن عاشور: "فجاءت هذه الآية مشتملة على وصف جامع لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ومزيتها على سائر الشرائع مزية تناسب عمومها ودوامها، وذلك كونها رحمة للعالمين"([2]).

الأوجه البلاغية: جاء السياق القرآني بأبلغ نظم وأجمل لفظ، إذ حوى هذه الخطاب الموجز بأقل الكلمات، وأدق العبارات بكلمات خمس، وقعت في خمسة وعشرين حرفاً، فكانت الآية الكريمة بغاية الجمال والكمال في التعبير والدلالة، يقول ابن عاشور: "فذكر فيه الرسول، ومرسله، والمرسل إليهم، والرسالة، وأوصاف هؤلاء الأربعة، مع إفادة عموم الأحوال، واستغراق المرسل إليهم، وخصوصية الحصر، وتنكير رحمة للتعظيم"([3])، فحوت كل هذا الجمال، واستغرقت كل هذا الكمال بألفاظ موجزة مؤثرة. أضف إلى ذلك التعريف بالعالمين للاستغراق والشمول.

فذكر الرسول والمرسِل والرسالة في كلمة واحدة (أرسلناك)، فالمرسِل: هو الله تعالى وأشار إلى ذاته تعالى بضمير المتكلم نون العظمة، والرسول: هو الحبيب صلى الله عليه وسلم وأشار إليه بضمير المخاطب (الكاف)، والرسالة هي الإسلام، وذكر المرسل إليهم وهم (العالمين)، ثمّ ذكر صفاتهم جميعاً بكلمة واحدة، وهي الرحمة، فالمرسِل هو الرحمن الرحيم، قال تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) [الأنعام: 55]، والرسول هو الرؤوف الرحيم (قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة:128]، ورسالته هي رسالة الرحمة وإخراج الناس من الظلمات إلى النور (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57]، والمرسل إليهم هي أمة المرحومة (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف:156]، فهذه ثمانية دلالات، أضف إلى ذلك التنكير والتعظيم والاستغراق والحصر، كل هذا الجمال والكمال في آية واحدة.

ثمّ يعقب ابن عاشور على هذا الجمال في المعنى والدقة في المبنى اللغوي للآية بقوله: "فهذه اثنا عشر معنى خصوصياً، فقد فاقت أجمع كلمة لبلغاء العرب، (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل) إذ تلك الكلمة قصاراها كما قالوا: أنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل، دون خصوصية أزيد من ذلك، فجمع ستة معان لا غير"([4])، في حين جمعت الآية القرآنية اثنا عشر معنى، فلله در التنزيل ما أبلغه وما أفصحه.

ومن البلاغة في هذه الآية؛ أن جاءت صيغة (رحمة) منكّرة منونة لتفيد الشمول والتعظيم، فهي رحمة عظيمة وسعت العالمين جميعاً "إذ لا مقتضى لإيثار التنكير في هذا المقام غير إرادة التعظيم وإلا لقيل: إلا لنرحم العالمين، أو إلا أنك الرحمة للعالمين. وليس التنكير للإفراد قطعاً؛ لظهور أن المراد جنس الرحمة، وتنكير الجنس هو الذي يعرض له قصد إرادة التعظيم"([5]). فهي رحمة واسعة شاملة عمت جميع الخلق (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف:156]. 

ومن اللمسات البيانية التي جاءت بها الآية صيغة القصر، والقصر في اللغة العربية مبني على النفي والإثبات، وهو على ضربين؛ الأول: قصر الصفة على الموصوف نحو قوله: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) [محمد:19]، وهذا النوع من القصر يكون القصر فيه قصراً حقيقياً؛ فلا إله إلا الله ولا رب سواه، فهذه حقيقة مطلقة لا تقبل الشك ولا تتعدى إلى الغير، فقصرنا صفة الألوهية على موصوف واحد وهو الله تعالى، فهو قصر غير متعدي.

الثاني: قصر الموصوف على الصفة، وهو قصر إضافي، نحو قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) فبالإضافة إلى أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول، فهو أبو وزوج ومعلم وقدوة بالإضافة إلى الكثير من الأوصاف الحسنة، فهو ليس نبياً فقط وأن كانت هي الصفة الأميز والأبرز، فالقصر الإضافي إذن؛ ليس قصر على صفة واحدة كما هو الحال في القصر الحقيقي، بل حوى مع هذه الصفة جميع صفات الكمال وأوصاف الجمال -وإن لم يعبر عنها السياق-، كما يفهم من هذا القصر أن هذه الصفة متعدية إلى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنوح وعيسى وموسى وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء صلوات الله وسلامه عيهم يحملون صفة الرسالة مع أن القصر لم يتعرض لهم بنفي أو اثبات، فلو كان القصر على غير هذا النوع لكانت الصيغة؛ (وما رسول إلا محمد)، ولو كان كذلك لنفينا صفة الرسالة عن غيره من الأنبياء وأثبتناها له دون سواه، والدلالة لا تقتضي ذلك، والسياق لا يحتمل هذا المعنى؛ لأن السياق (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران:144] وعند ذلك يكون اللفظ متناقضاً مع السياق.

فجاءت الآية الكريمة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107] على صورة قصر الموصوف على الصفة، حيث جاءت الرحمة منصوبة على الحال محصور فيها صلى الله عليه وسلم، مع أنّه قد حوى جميع صفات الجمال والكمال من هداية ومحبة وكرم وعلم ولطف وقدوة، ولكن خصصت هذه الصفة بالقصر دون غيرها من الصفات حتى أصبحت حالاً له، كيف هو؟ رحمة للعالمين، يقول ابن عاشور: "وهذا فيه إيماء لطيف إلى أن الرسول اتحد بالرحمة وانحصر فيها، ومن المعلوم أن عنوان الرسولية ملازم له في سائر أحواله، فصار وجوده رحمة وسائر أكوانه رحمة، ووقوع الوصف مصدرا يفيد المبالغة في هذا الاتحاد بحيث تكون الرحمة صفة متمكنة من إرساله"([6]). فصارت الرحمة صفة ملازمة له ولدعوته منحصرة فيهما.

وتفصيل تلك الرحمة يظهر في مظهرين: الأول تخلقه بالرحمة في تصرفاته وأفعاله، والثاني أنّ شريعته مبنية على الرحمة. فأما المظهر الأول فقد قال فيه أبو بكر محمد بن طاهر القيسي: "زين الله محمدا صلى الله عليه وسلم بزينة الرحمة، فكان كونه رحمة وجميع شمائله رحمة وصفاته رحمة على الخلق ... ولهذا خص الله محمدا صلى الله عليه وسلم في هذه السورة بوصف الرحمة ولم يصف به غيره من الأنبياء"([7]).

وأمّا شريعته صلى الله عليه وسلم فمبنية على الرحمة، فالقواعد الشرعية والأحاديث النبوية جلها مبني على الرحمة؛ نحو لا ضرر ولا ضرار، والمشقة تجلب التيسير، يسرو ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا، وغير ذلك الشيء الكثير.

والعالمين جمع عالم كما يقول البيضاوي: "وهو كل ما سواه سبحانه من الجواهر والأعراض، فإنّها لإمكانها وافتقارها إلى مؤثر واجب لذاته تدل على وجوده، وإنّما جمعه ليشمل ما تحته من الأجناس المختلفة، وغلب العقلاء منهم فجمعه بالياء والنون كسائر أوصافهم. وقيل: اسم وضع لذوي العلم من الملائكة والثقلين، وتناوله لغيرهم على سبيل الاستتباع"([8])، فالمعنى العام لهذه اللفظة (العالمين) يُحمل على دلالتين؛ الأولى: كل ما سوى الله تعالى، فيدخل فيه جميع الخلق من الثقلين والملائكة حتى الشجر والحجر والافلاك، وجاء اللفظ بصيغة جمع المذكر السالم للعقلاء للتغليب، فيما تُحمل الدلالة الثانية على أنّها لذوي العلم والعقل من إنس وجن وملائكة، وأدخل معهم غيرهم من باب أن التابع تابع، وجاء لفظ العالمين معرفاً للاستغراق ليستغرق كل ما يصدق عليه اللفظ.

عند استعراض هذه الآية نجد فيها ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: اختلف أهل التأويل في حمل دلالة الآية، هل تشمل هذه الرحمة جميع العالم الذي أرسل إليهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتعمه، فتشمل من يعقل ومن لا يعقل؟ أم أريد بها أهل الإيمان خاصة دون أهل الكفر؟ ذهب المفسرون في ذلك إلى قولين: الأول: أنها تعم الجميع، وعُني بها جميع العالم المؤمن والكافر وغيرهم، والثاني: أنّه أريد بها أهل الإيمان دون أهل الكفر، ثمّ رجّح الطبري بعد ذلك القول الأول الذي روي عن ابن عباس، وهو "أن الله أرسل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع العالم، مؤمنهم وكافرهم"([9]).

وهو ما قاله ورجحه الإمام البقاعي رحمه الله بقوله: "{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} كلهم، أهل السماوات وأهل الأرض من الجن والأنس وغيرهم، طائعهم بالثواب، وعاصيهم بتأخير العقاب"([10])، بحيث تعدى الوصف من المسلم والكافر ليعم جميع الخلق من إنس وجنّ وملائكة وطير ووحش، وليعم الدنيا والآخرة على سواء، وهو القول الذي تستقيم معه الدلالة.

ويضرب الزمخشري رحمه الله ما يمثل حال الفريقين المنتفع من الدعوة باتباع الرسالة وصاد عنها بقوله: "ومثاله أن يفجر الله عيناً غديقة، فيسقى ناس زروعهم ومواشيهم بمائها فيفلحوا، ويبقى ناس مفرطون عن السقي فيضيعوا، فالعين المفجرة في نفسها، نعمة من الله ورحمة للفريقين، ولكن الكسلان محنة على نفسه، حيث حرمها ما ينفعها"([11])، فالمسلم أخذ بالهداية وأسباب الهدى ففاز ونجا من الضلالة والشرك فسعد في الدارين، والكافر ترك الهداية واشتغل بأسباب الدنيا فناله نصيباً منها، لكن خسر الآخرة فكانت الرحمة له دنيوية فقط.

المسألة الثانية: إذا أمعنا النظر في الآية الكريمة نجد فيه تساؤلاً آخر: وهو إذا كانت لفظة العالمين تعم الجميع، فهل بُعث النبي صلى الله عليه وسلم للملائكة، وهل شملتهم هذه الرحمة وعمتهم الرسالة، أم أنّ الخطاب لم يعمهم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرسل إليهم؟

اختلف الفقهاء في ذلك على أقوال: الأول: إنّ اللفظ يعم الملائكة بالرحمة والرسالة "وهو ما رجحه من الشافعية البارزي وتقي الدين السبكي والجلال المحلي في خصائصه، ومن الحنابلة ابن تيمية وابن حامد وابن مفلح في كتاب الفروع، ومن المالكية عبد الحق قلنا بشمول العالمين لهم هنا. وكونه صلّى الله عليه وسلّم أرسل رحمة بالنسبة إليهم؛ لأنه جاء عليه الصلاة والسلام أيضا بما فيه تكليفهم من الأوامر والنواهي وإن لم نعلم ما هي، ولا شك أن في امتثال المكلف ما كلف به نفعا له وسعادة"([12]).

في حين ذهب الفريق الثاني؛ إلى أن اللفظ لا يعم الملائكة، وأنّه صلى الله عليه وسلم لم يرسل إليهم، "وهو ما جزم به الحليمي والبيهقي والجلال المحلي في شرح جمع الجوامع وزين الدين العراقي في نكتة على ابن الصلاح من الشافعية ومحمود بن حمزة في كتابه العجائب والغرائب من الحنفية، بل نقل البرهان النسفي والفخر الرازي في تفسيريهما الإجماع عليه، وإن لم يسلم قلنا بعدم شموله لهم هنا وإرادة من عداهم منه"([13]).

وأما القول الثالث؛ فذهب إلى دخولهم بعموم الرحمة ولكن الرسالة لم تشملهم، يقول الآلوسي: "أنّهم داخلون هنا في العموم وإن لم نقل ببعثته صلّى الله عليه وسلّم إليهم؛ لأنهم وقفوا بواسطة إرساله عليه الصلاة والسلام على علوم جمة وأسرار عظيمة مما أودع في كتابه الذي فيه بناء ما كان وما يكون عبارة وإشارة وأي سعادة أعظم من التحلي بزينة العلم؟ وكونهم عليهم السلام لا يجهلون شيئا مما لم يذهب إليه أحد من المسلمين"([14]).

والذي يميل إليه الباحث أنه صلى الله عليه وسلم أرسل للعالمين جميعاً على وجه العموم، ويستدل لذلك قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة:2]، والعالمين كل ما سوى الله تعالى من جواهر وأعراض، والملائكة جزء من العالمين بلا أدنا شك، فكل ما سوى الله تعالى هو مربوب لله تعالى، ويقاس على ذلك أنّ هذه الرسالة جاءت تحمل الدلالة نفسها، وأنها رحمة للعالمين، فثبت بذلك أنّ رسالته للعالمين على وجه العموم والملائكة جزء من العالمين.

كما يُستدل لذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون)([15])، فدلالة الحديث أنه أرسل إلى الخلق كافة، والملائكة جزء من هذا الخلق.

ويشهد لذلك أيضاً ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار، إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، قال: فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء حتى أتى الحائط، فدعا البعير، فجاء واضعاً مشفره إلى الأرض، حتى برك بين يديه، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هاتوا خطامه، فخطمه، ودفعه إلى صاحبه، قال: ثم التفت إلى الناس، قال: "إنه ليس شيء بين السماء والأرض، إلا يعلم أني رسول الله، إلا عاصي الجن والإنس"([16]). فعلمهم دليل على قبول الرسالة واتباعهم لها، واستثناء عاصي الجن والإنس من العموم دليل على أنهم جحدوا الرسالة وأنكروها دون غيرهم من الخلق، وهذا فيه دليل على أنه أُرسل إلى الملائكة عليهم السلام لإيمانهم بالرسالة وإقرارهم بها.

ومن ذلك أيضاً ما رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب، قال: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله". قال الترمذي: "هذا حديث غريب" وروى غير واحد عن الوليد بن أبي ثور([17])، فهذا الحديث وإن كان غريباً إلا أن له متابعات وشواهد، والأحاديث في ذلك كثيرة.

 فإذا كانت الدواب والشجر تشهد له بالرسالة، وتقر له بالنبوة، وتنقاد له بالاتباع، فمن باب أولى أن تكون الملائكة كذلك، فدخول الملائكة في الخطاب يكون من باب التشريف والتكريم، وأمّا فيما يتعلق بالعبادة والاتباع فمتفاوت بين الخلق، فكلٌ مسخر لما أمر به، فعبادة الطير مختلفة عن عبادة الإنس، وهي كذلك مختلفة عن عبادة الملائكة الذين وصفهم الله تعالى بقوله: (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6]، فلا يلزم من عموم الرسالة عموم التكليف؛ وسبب ذلك أنّ البشر مع اتحاد جنسهم في الخِلقة يتفاوتون فيما بينهم بالتكليف، فمن باب أولى أن تتفاوت المخلوقات بذلك لتفاوتها في الصفات والقدرات.

وأمّا دخولهم بعموم رحمته فيظهر ذلك جلياً بالشفاعة العظمى يوم القيمة، والتي تعم أهل المحشر حتى الملائكة والمرسلين عليهم السلام، يقول البقاعي: "ومن أعظم ما يظهر فيه هذا الشرف في عموم الرحمة وقت الشفاعة العظمى يوم يجمع الأولون والآخرون، وتقوم الملائكة صفوفاً والثقلان وسطهم، ويموج بعضهم في بعض من شدة ما هم فيه، يطلبون من يشفع لهم في أن يحاسبوا ليستريحوا من ذلك الكرب أما إلى جنة أو نار، فيقصدون أكابر الأنبياء نبياً نبياً عليهم الصلاة والسلام، والتحية والإكرام، فيحيل بعضهم على بعض، وكل منهم يقول: لست لها، حتى يأتوه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقول: أنا لها، ويقوم ومعه لواء الحمد فيشفعه الله وهو المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون"([18]) فكانت رسالته عالمية ورحمته كذلك.

المسألة الثالثة: أثار بعض المستشرقين الكثير من الشبهات على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الشبهات التي أثاروها قولهم: كيف يكون رحمةً للعالمين وقد جاء بالسيف واستباحة الأموال؟ والجواب على ذلك يكون بالوقوف على أحوال الناس الذين بعث إليهم، وحالهم مع الرسالة بين تصديق وتكذيب ومعاندة ونفاق.

الصنف الأول من الناس: من عاند وكذّب واعتدى: ويجاب عليه من وجهين كما يقول الرازي: "إنمّا جاء بالسيف لمن استكبر وعاند ولم يتفكر ولم يتدبر، ومن أوصاف الله الرحمن الرحيم، ثم هو منتقم من العصاة. وقال: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا) [ق: 9] ثمّ قد يكون سبباً للفساد"([19])، فهذا الصنف من الناس هو من اختار القتال والسيف وخرج للقتال بعتاده وعدته نحو قريش يوم بدر، ثمّ يضرب الرازي لذلك مثلاً، فكما أنّ الله تعالى ينزل الماء من السماء للرحمة والنعمة، كذلك قد ينزله للنقمة والعذاب.

ومع تكذيبهم وعنادهم فلم يدعو عليهم رسول الله رحمةً بهم لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده، وهذا قمة الرحمة بهذه الأمة "أن كل نبي قبل نبينا كان إذا كذبه قومه أهلك الله المكذبين بالخسف والمسخ والغرق، وأنه تعالى أخر عذاب من كذب رسولنا إلى الموت أو إلى القيامة، قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ) [الأنفال: 33]"([20])، فكان تأخير العذاب عنهم باب من أبواب الرحمة بهم.

الصنف الثاني؛ هم المعاهدون: فهذه الرحمة التي يطعنون بها قد عمت المعاهدين، حقنت دماءهم وأعراضهم وأموالهم من السلب والنهب، يقول ابن القيم: "وأما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته. وهم أقل شرا بذلك العهد من المحاربين له" ([21])، فمن رحمته بهم حقنوا دماءهم وصانوا أعراضهم وحفظوا أموالهم، فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.

الصنف الثالث المنافقون: وهم الذين يظهرون الإيمان ويخفون الكفر، "وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوارث وغيرها"([22])، فرحمة الإسلام بغير المسلمين الداخلين تحت سلطانهم تتمثل في عدم إكراههم على ترك دينهم، وإقامة العدل بينهم، وحفظ أموالهم وأعراضهم ودماءهم، فلهم ما للمسلمين من حقوق، وعليهم ما على المسلمين من واجبات. فالسيف الذي يقولون به لم يشمل إلا صنفاً بسيطا من هذه الأصناف كلها؛ وهم من أظهر العداوة وحملوا السلاح وأعدوا العدة لقتال المسلمين، فكيف يستقيم القول أنّه بعث بالسيف؟ والواقع على خلاف ذلك، فثبت بالدليل بطلان هذا الافتراء وعدم صدق دعواهم في ذلك.

صور من مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم:

عمت رحمته صلى الله عليه وسلم العالمين، وشملت رسالته خلقه أجمعين، فعمّت البر والفاجر، من الأنس والجن، وحوت الحيوان والطير والجماد، وفيما يأتي صور لهذه الرحمة:

أولاً: رحمته صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين: وصَفَه الحق جل جلاله في حق المؤمنين بقوله: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة:128]، فجمع له الحق سبحانه صفتين من صفاته وهما الرؤوف والرحيم، فلو تخلق بواحدة لكفى، فكيف وقد جمع بينهما؟!

ففي الحديث الصحيح عند مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم: تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [إبراهيم: 36] الآية، وقال عيسى عليه السلام: (إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي)، وبكى، فقال الله عز وجل: (يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟) فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: (يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوؤك)([23]).

ثانياً: رحمته صلى الله عليه وسلم بالمشركين: قال تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وسلم: (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) [فاطر:8] ومعناه: "فلا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيهم وإصرارهم على التكذيب"([24]) وذلك لكثرة حزنه عليهم ورحمته به.

فتظهر رحمته وتتجلى سماحته مع المشركين رغم كثرة أذاهم وتكذيبهم لدعوته، فنجده صلى الله عليه وسلم يدعو لهم بالهداية والسداد لا بالتنكيل العذاب، فعن عبد الله بن عبيد قال: لما كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشج في جبهته فجعلت الدماء تسيل على وجهه قيل: يا رسول الله، ادع الله عليهم فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى لم يبعثني طعانا ولا لعانا، ولكن بعثني داعية ورحمة، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)([25]).

ثالثاً: رحمته صلى الله عليه وسلم بأهل الكتاب: فرغم عدائهم له وجحدهم لرسالته نجده يقدم لهم النصح ويزجي لهم الهداية، فعن أنس رضي الله عنه، قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: (أسلم)، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه من النار)([26])

رابعاً: رحمته صلى الله عليه وسلم بالملائكة: فعن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل من هذه البقلة، الثوم -وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث- فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)([27])، فنهى عن أكل ما يؤذي المصلين رحمةً بهم وبالملائكة عليهم السلام معهم.

خامساً: رحمته صلى الله عليه وسلم بالجن: فنجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه أن لا يتعرضوا لطعام الجن بإتلاف، وأن يذكروا اسم الله تعالى عليه، فعن علقمة، سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب ... قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم)([28])، فنهى عن الاستنجاء بالعظم والروث رحمةً بمؤمني الجن.

سادساً: رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان: فحرّم صيد الحيوان لغير سبب أو تعذيبه أو التمثيل به، أو صيد اللهو أو لغير أكله. ومما يدلل على رحمته بالحيوان كثرة ما جاء من آثار عنه صلى الله عليه وسلم، فعن شداد بن أوس، قال: اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته)([29])

وعن عبد الله بن جعفر، قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم خلفه، فدخل حائطا من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر، وذرفت عيناه -قال بهز، وعفان: فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه- فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه، فسكن، فقال: (من صاحب الجمل؟) فجاء فتى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول الله، فقال: (أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله، إنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه)([30]).

سابعاً: رحمة في الطير: أن حرم قتله لغير حاجة، فعن صهيب -مولى ابن عامر- قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل عصفورا بغير حقه، سأله الله عنه يوم القيامة). قيل: وما حقه؟ قال: (أن تذبحه فتأكله)([31]).

ثامناً: رحمته بالشجر، حيث أمر بغرس الأشجار والعناية بها، وحرم إتلاف الشجر لغير حاجة أو الاعتداء عليها بقطع أو قلع، فعن عبد الله بن حبشي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار) سئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال: "هذا الحديث مختصر، يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل، والبهائم عبثاً، وظلماً بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار"([32]).

تاسعاً: رحمته بالجمادات: فعن ابن عباس، وعن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر ذهب إلى المنبر فحن الجذع فأتاه فاحتضنه فسكن، فقال: (لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة)([33]).

لقد جاء التناسب والترابط بين رسالة الإسلام العالمية الخاتمة للشرائع السماوية؛ بكونها رسالة الرحمة والمحبة والإخاء، وبين رسول هذه الرسالة صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين صاحب القلب الرؤوف الرحيم بوصفه رحمة للعالمين، فكان التناسب متوافقاً مع واقع الحال بين الرسول وبين الرسالة، فهي رسالة عالمية خاتمة للشرائع رحمةً للعالمين، ورسولها حامل لواء الرسالة كذلك، فالرسالة رسالة الرحمة والنبي نبي الرحمة خاتم المرسلين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 


[1] الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري (المتوفى: 310هـ) ، جامع البيان في تأويل القرآن، ت أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الأولى، 2000م، ج18، ص551

[2]ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر (المتوفى: 1393هـ)، التحرير والتنوير ، الدار التونسية للنشر – تونس، 1984هـ، ج17، ص165

[3] ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج17، ص165

[4] المصدر السابق، ج17، ص166

[5]المصدر السابق ، ج17، ص166

[6]المصدر السابق ، ج17، ص167

[7]المصدر السابق ، ج17، ص169

[8] البيضاوي، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد (المتوفى: 685هـ)، انوار التنزيل وأسرار التأويل، محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الأولى، 1418هـ،ج1، ص28

[9] ينظر: الطبري ، جامع البيان في تأويل القرآن، ج18، ص551

 [10]البقاعي، إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر (المتوفى: 885هـ)، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، ج12، ص510

 [11]الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد جار الله (المتوفى: 538هـ)، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي – بيروت، الثالثة، 1407هـ، ج3، ص139

[12]الألوسي، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني (المتوفى: 1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ت علي عبد الباري، دار الكتب العلمية، بيروت، الأولى، 1415هـ، ج9 ، ص99

[13]الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج9، ص99  

[14]المصدر السابق، ج9، ص100

 [15]مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ)، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ت محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، كتاب المساجد، رقم الحديث 523، ج1، ص371

[16] ابن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل (المتوفى: 241هـ)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، ت شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الأولى، 1421 هـ - 2001 م، ج22، ص236

[17] الترمذي، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك (المتوفى: 279هـ) سنن الترمذي، ت أحمد محمد شاكر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، الثانية، 1975م، رقم الحديث 3626، ج5، ص593

[18]البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسورة، ج12، ص511

 [19]الرازي، مفاتيح الغيب، ج22، ص194

[20]المصدر السابق ، ج22، ص194

 [21]ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين (المتوفى: 751هـ)، تفسير القرآن الكريم، مكتب الدراسات والبحوث العربية والإسلامية ، دار ومكتبة الهلال، بيروت، الأولى، 1410 هـ، ص382

[22] ابن القيم، تفسير القرآن الكريم، ص382

[23] صحيح مسلم، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث202، ج1، ص191

[24]البيضاوي، أنوار التنزيل، ج4، ص254

 [25]البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى (المتوفى: 458هـ)، شعب الإيمان، ت عبد العلي حامد، مختار الندوي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الأولى، 2003م، ج3، ص45

[26] صحيح البخاري، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، رقم الحديث: 1356، ج2، ص94

[27]صحيح مسلم، رقم الحديث 564، ج1، ص395

[28] صحيح مسلم، رقم الحديث 450، ج1، ص332

[29]صحيح مسلم، رقم الحديث 1955،ح3، ص1548

[30] أحمد بن حنبل، مسند أحمد،  ج3، ص274

[31] الدارمي، أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل (المتوفى: 255هـ)، مسند الدارمي، ت حسين سليم، دار المغني للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الأولى، 2000م، رقم الحديث 2021، ج2، ص1259، [تعليق المحقق: إسناده جيد].

[32]أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد (المتوفى: 275هـ)، سنن أبي داود، ت محمد محيي الدين ، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، باب في قطع السدر، رقم الحديث 5239، ج4، ص361

[33] ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني (المتوفى: 273هـ)، سنن ابن ماجه، ت محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، رقم الحديث: 1415، ج1، ص454، قال محمد فؤاد عبد الباقي في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.