بيان حول ما يتم تداوله من كبيرة وجريمة خلط القرآن الكريم بالموسيقى
تبين دائرة الافتاء العام أن من كبائر الذنوب والمحرمات خلط قراءة القرآن الكريم بالألحان والموسيقى والإيقاع المصحوب بالمزمار والآلات الموسيقية غناءً ورقصاً، وهو في غاية التحريم لما فيه من سخرية واستهزاء، وهو محاولة بائسة لتحريف معاني القرآن الكريم وآياته وتهوين شأنه في قلوب المؤمنين، يقول الله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140].
والواجب على المسلم أن يؤمن بالقرآن الكريم، وأن يعظمه، وأن يجعله محل الاحترام والتوقير، سواء في التلفظ والنطق أو الكتابة والخط، قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج: 32]، ويجب عليه أن يبتعد عن كلّ لفظ أو فعل أو اعتقاد ينافي احترام القرآن وتعظيمه.
وقد بين الله عز وجل في كتابه الكريم موجهاً النبي صلى الله عليه وسلم وأمته إلى ضرورة المحافظة على قراءة القرآن كما نزل، يقول الله سبحانه: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [القيامة: 16 - 19]، فهذه الآيات الكريمة تبين أنّ القرآن يتلى كما نزل، ولا يجوز الخروج به عن ذلك ولو بسبب العجلة في القراءة أو سرعة التلاوة.
فقراءة القرآن توقيفية متواترة تلقتها الأمة جمعاً عن جمع من زماننا هذا طبقة عن طبقة إلى الصحابة رضوان الله عليهم، وهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عن جبريل عليه السلام، وهو عن رب العزة سبحانه، كما أراد الله تعالى لهذا الكتاب العظيم أن يُقرَأ.
وعليه؛ فإنه يحرم على كل مؤمن بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبكتابه الكريم أن ينشر أي شيء لا يليق بالقرآن الكريم، أو يساهم في ترويجه أو إعداده أو عرضه أو الإنفاق عليه، لأنه صدّ عن سبيل الله تعالى واستهانة بالمقدسات وانتهاك للمحرمات، بل الواجب على كل مسلم أن يحافظ على القرآن الكريم ويعلمه للآخرين كما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وتلقته الأمة جمعاً عن جمع، ولن ينجح أعداؤنا في إنفاذ مخططاتهم وتحقيق باطلهم، فالله جل ذكره يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
ونسأل الله سبحانه أن يستعملنا في هذا الشرف العظيم، وذلك بتعظيم كتاب الله وحفظه وتلاوته والعمل به على الوجه الصحيح، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.