بيان في استنكار الجريمة البشعة في مدينة أبها بالسعودية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة البقرة/114.
مرة أخرى تستهدف يد الإرهاب الآثمة المجرمة بالقتل والتخريب المساجد في المملكة العربية السعودية الشقيقة لتؤكد هذه العصابة الإرهابية المجرمة أنها خارجة عن تعاليم الإسلام وأحكامه السمحة، وأنها لا ترقب في المسلمين ومساجدهم إلاً ولا ذمة، ولا تراعي حرمة الدماء والأموال، ولا حرمة المساجد.
وقد نهى الإسلام عن أي مسّ لدور العبادة لغير المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: (وَلا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ، وَلا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ) رواه أحمد في مسنده، وقال سيدنا أبو بكر الصديق: إِنَّكَ سَتَجِدُ قَوْماً زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ للهِ. فَذَرْهُمْ وَمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ) رواه مالك في الموطأ. فدور العبادة لا يجوز المساس بها بحال من الأحوال وإنما يؤكد هؤلاء الإرهابيون التكفيريون بتفجيراتم للمساجد أنهم يقتلون أهل الإسلام بل ويشوهون الإسلام باستهداف المصلين العابدين والإسلام من أفعالهم هذه براء.
وقد سبق لدائرة الإفتاء العام في هذا البلد المبارك أن حذرت من هذا الفكر التكفيري الآثم، وما زالت تحذر منه، وتدعو المسلمين في العالم أجمع للوقوف صفاً واحداً في وجه هذا الفكر التكفيري المجرم الذي يستهدف المسلمين قبل غيرهم.
سائلين الله تعالى أن يتقبل شهداء المساجد في المملكة العربية السعودية الشقيقة وأن يشف جرحاهم وأن يديم الأمن والأمان في بلاد المسلمين أجمع، وفي بلدنا المبارك إنه سميع قريب مجيب الدعاء.