الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يفاخر الأردنيون العالم بأن بلدهم واحة أمن واستقرار، وهو بلد المهاجرين والأنصار، يأوي إليه كل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت، ليجد فيه ملجئًا آمنا وحضنا دافئا، وسيظل كذلك بإذن الله تعالى بوعي شعبه، وحكمة أبنائه الذين بنوه بسواعدهم الأبية، بكل عصامية واقتدار.
وإننا في هذه الأوقات التي نمر بها جميعا، ونحن نؤكد على حق المواطنين في التعبير عن آرائهم ومواقفهم بالطرق السلمية والوسائل القانونية ندعو جميع الأردنيين إلى الاتحاد والتعاون على البر والتقوى، ورص الصفوف للمحافظة على الوحدة الوطنية، وعلى أمن الوطن واستقراره، وعدم التعدي على ممتلكاته أو ممتلكات أبنائه، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة المائدة/2.
وإن دائرة الإفتاء العام لتؤكد على وجوب الالتزام بالأحكام الشرعية، وتحكيم لغة العقل والمنطق، ومراعاة مصالح الوطن والمواطن، وضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وحماية مكتسبات الوطن ومنجزاته، كما تدعو إلى الإصلاح الشامل في مختلف ميادين الحياة؛ تحقيقاً لقول الله عز وجل: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود/88.
فالإسلام العظيم يحرم الاعتداء على الأموال والممتلكات سواء العامة منها أو الخاصة، والأعراض والنفوس، ويحرم الترهيب وترويع الناس، ويعده من الكبائر، قال صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا) رواه البخاري.
وإننا نهيب بعلماء الأمة والحكماء والوجهاء أن يقوموا بدورهم التوجيهي والإصلاحي، وأن يضعوا نصب أعينهم المصالح العليا للأمة والوطن، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ بلدنا آمناً مطمئناً، ويجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، وسائر بلاد المسلمين، إنه نعم المولى ونعم النصير.