بيان في الفتوى وأمانة الكلمة

الكاتب : دائرة الإفتاء العام

أضيف بتاريخ : 03-07-2019


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فإنّ دائرة الإفتاء العام دأبت على إصدار الفتوى الشرعية انطلاقاً من واجبها الديني والوطني، ولقول الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، وذلك في كافة جوانب الفتوى من عبادات ومعاملات وفلسفة وأخلاق، وتؤكد الدائرة أنّ رسالتها تهدف إلى إرساء صناعة الفتوى بصورة مؤسسية وعالمية؛ بناء على مقاصد الإسلام السمحة، ومفاهيم الشرع الإسلامي الحنيف، رامية إلى زيادة الوعي الديني في مجتمعنا، والمحافظة على أمنه الفكري ولحمته الاجتماعية، وتحصينه من الأفكار الشاذة والمتطرّفة.

ومن المعلوم أنّ الفتوى لها سياقها وظروفها المحيطة بها، وتصدر غالباً إجابةً عن سؤال سائل لمعرفة الحكم الشرعي، وتثبت بعض الفتاوى على الموقع الإلكتروني لدائرة الإفتاء ليستفيد منها الباحثون والأكاديميون وطلبة العلم، وليس لغرض النشر الإعلامي.

وقد لوحظ أن بعض الفتاوى تنشر إعلامياً خارج إطارها الصحيح وظروفها، فتفهم على غير وجهها المراد منها، مما يظهر صورة سلبية لطبيعة عمل الدائرة.

وبالقدر الذي تنوّه فيه الدائرة بأهمية الإعلام ودوره الريادي في نقل المعلومة، فإنها تذكر بعدم جواز إخراج الفتاوى عن مناسبتها ووقتها وزمانها أو استخدامها في غير ما صدرت له، وتذكّر بضرورة بناء الخبر على أمانة الكلمة ومسؤولية الإعلام، والقيم الأخلاقية والأدبية السامية التي تحكم العاملين فيه، خدمة للوطن وأبنائه، وحفاظاً على أمنه وأمانه. والحمد لله رب العالمين