اسم المفتي : سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (المتوفى سنة 1432هـ)

الموضوع : حكم من يجبره أهله على الإفطار في نهار رمضان

رقم الفتوى : 2327

التاريخ : 23-07-2012

السؤال :

ما حكم الإسلام فيمن يجبره أهله على ترك الصيام وعلى الإفطار في شهر رمضان مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الشخص لا يملك إلا الصبر، وما حكم الأهل في ذلك، وهل يترتّب عليه عقوبة وإثم، وهل يأثم المُجبَر على الإفطار بسبب صبره وسكوته على ذلك؟

الجواب :

أستبعد أن يحدث هذا في أسرة مسلمة، ويمكن أن يكون في أسرة غير مسلمة عندما يسلم أحد أفراد الأسرة سرًّا، وعلى أي حال الجواب على هذه الأسئلة ما يلي:

1.      يجب على هذا الشخص المسلم أن ينوي الصيام من قبل طلوع الفجر كل يوم، فإذا لم يُجبَر على الإفطار يبقى صائماً، وإن أُكرِه على الأكل أو الشرب أو غيره من المفطرات فأكل أو شرب أو فعل مفطِّراً آخر لم يبطل صيامه؛ لأن المُكرَه على الإفطار لا يفطر إن خاف أن يُقتَل، أو يُقطَع عضو من أعضائه، أو يُضرَب ضرباً شديداً، وأما إذا لم يبلغ الإكراه هذه الدرجة فإنه يفطر وعليه القضاء متى استطاع.

2.      وأما أهله الذين يجبرونه على الإفطار فإنهم آثمون على كل حال، وتتفاوت درجة الإثم بحسب سبب إجبار هذا الشخص على الإفطار، فإن كان سبب الإجبار الشفقة والرحمة لأنهم يرونه غير قادر على الصيام وهو يرى نفسه قادراً فهم آثمون، ويجب أن يتركوا تقدير قدرته على الصيام له شخصيّاً فهو أعرف بنفسه، وإن كان السبب كراهيتهم للصيام أو الدين واستخفافهم بأوامر الشريعة فهم آثمون كفّار بسبب فعلهم هذا، وإن كانوا يصلّون ويصومون.

3.      وأما الشخص المكره على الإفطار فإن كان يجد طريقة للتخلص من هذا الجو المنحرف عن الدين وتعاليمه فليتخلص، وإن لم يجد فليصبر ولينتظر الفرج من الله تعالى، وليدْعُ الله تعالى بصدقٍ أن يفرِّج عنه، وهكذا كان يفعل الصحابة وهم في مكة؛ من استطاع منهم الهجرة هاجر ليعبد الله بحرية، ومن لم يقدر صبر وانتظر الفرج.

"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الصوم/ فتوى رقم/35)