حضارة الإسلام وإسهاماتها في الحياة الإنسانية

الكاتب : سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله

أضيف بتاريخ : 21-04-2009


 

 

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

يسعدني أن أشارك في هذا المجلس العلمي الذي يتحدث فيه علماء أجلاء عن حضارة الإسلام وإسهاماتها في الحياة الإنسانية، ولا أريد أن أستنفذ ما خصص لي من وقت في تعريف الحضارة، فقد طال فيه القول، والقدر المتفق عليه في معناها يكفي للتعريف بالحضارة الإسلامية وبيان فضل الإسلام على الناس: مؤمنهم وكافرهم.

فالحضارة تعني المرحلة التي وصل إليها الناس في تنظيم حياتهم على وجه الأرض بما يرتقي بهم عن المستوى الذي كان عليه أسلافهم، فتصير حياتهم أكثر يسرا وأمنا، وأبعد عن نمط حياة الحيوانات الأخرى، وهذا يشمل الناحية المادية، والناحية المعنوية الفكرية.

ويروق لبعض المفكرين المسلمين أن يطلقوا على الجانب المادي اسم ( المدنية ) وعلى الجانب الفكري اسم ( الحضارة )، وهذا تفريق وجيه؛ لأن الناحية المادية في حياة البشر ساهمت فيها كل الشعوب، وبنى بعضهم على ما وصل إليه البعض الآخر، ويصدق فيهم ما قيل في الحكمة " غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون "، فلا يصح نسبة التقدم المادي إلى قوم دون غيرهم، ولا إلى قطر دون سواه.

أما التميز الحقيقي بين الحضارات فهو بالأفكار والمبادئ والقيم والعقائد.

وعلى هذا الأساس لا تنتقص أمة إذا لم تصل في العلوم والفنون إلى ما وصل إليه من جاء بعدها، ولا ينتقص المسلمون لأن من بعدهم تجاوز ما وصلوا إليه في هذا المضمار، فهم أيضا كانوا قد تجاوزوا من سبقهم في البناء المدني، وأفادوا ممن قبلهم كما أفاد منهم من جاء بعدهم.

وإذا قبلنا أن تكون الحضارة مادة وحسب، فقد قادنا الخصم إلى مقتل، فأين ما حققناه في العلوم والفنون مما حققه من جاء بعدنا في هذا المجال.

إذن فالذي يميز الأمم هو فكرهم الذي يبنى عليه مجتمعهم، والذي يضبط سلوكهم في استخدام الوسائل المادية، وكيلا يكون الكلام نظريا أقول: إن الطائرة إنتاج مادي إنساني رائع، لكن شتان بين مَن يستخدمها ليقصف الآمنين ثم يقول لهم: آسف، وبين من يسعف بها المرضى، أو يطعم الجوعى، أو يغيث المنكوبين، ولا يهم بعد ذلك أن يكون قد صنع الطائرة أو اشتراها.

إذن الحضارة هي الفكر، أو الفكر هو أهم ما في الحضارة، وبهذا المفهوم لم تضمحل الحضارة الإسلامية، بدليل الصحوة الإسلامية التي يشهدها العالم الإسلامي، والتي تقدم بحوثا تواكب العصر، بل تنقد بحق ما هو موجود عند غيرنا من حضارات.

بهذا المعيار-الذي لا يصح غيره - نرى الحضارة الإسلامية تفوقت على ما قبلها، ولم يلحق بها من جاء بعدها؛ لأنها تقبس من نور الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )الإسراء/9.

ومرة أخرى كيلا يكون الكلام نظريا أبين ما تميزت به الحضارة الإسلامية عن غيرها، وأول ذلك:

1-الإيمان بالله الواحد ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )، وكل من سواه عبد له مسخر بأمره شاء أم أبى، وشعر أم لم يشعر، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ) الرعد/15، وهذا حق يؤيده المنطق الذي توسع علماؤنا رحمهم الله في بيان مناهجه وإقامة حججه.

وأود أن أعرض بعض آثار التوحيد في حياة الناس، لقد قال الله تعالى عن غير الموحدين (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)الحج/31، إنها نفسية المشرك المحطمة أمام تنازع الآلهة المزعومة التي يتخيلها، والتي يرى نفسه أقل وأذل من أن ينازعها ويستفيد مما في الكون؛ لأنه يخشى أن ينازع من لا طاقة له بمنازعته.

أترى الإنسان قادرا على التفكير في الصعود إلى القمر لو ظل يعتقد أن القمر أحد الآلهة؟

وجاء الإسلام ليقول للناس (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) البقرة/29، ويقول: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) إبراهيم/33، ويقول: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ) الجاثية/13، إذن ارفع رأسك أيها الإنسان فأنت مخدوم لا خادم، وأنت عبد لله فقط، وليس هذا فحسب، بل على الإنسان أن يعمر الأرض بأمر الله تعالى، وأن يستثمر ما خلق الله له فيها، قال تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) هود/61، وإذا كانت كلمة " استعمر " تؤذي أسماعنا فذلك لأنها من مصطلحات حضارة أخرى ذاقت الشعوب منها الأمَرَّين، لكنها في حضارتنا عمارة الأرض بما يرضى الله ويحفظ كرامة الإنسان، وهذا معنى استخلاف الإنسان في الأرض، إنه عمارة الأرض وفق منهج خالقها، يقوم به جيل من الناس يخلفه جيل، يتعاونون على إنجاز مهمة واحدة.

هذا التوحيد الخالص لا تجده في حضارة أخرى كقاعدة من قواعد السلوك، فمن الحضارات مَن أشرك مع الله شمسا أو قمرا أو حجرا أو بشرا، ومنها من تجاهل أمر الله تماما، وظنوا أنهم خلقوا من غير شيء، أو أنهم هم الخالقون، واستحوذ على شعورهم طواغيت المادة والشهوة والمصلحة واللذة، فأشركوا من حيث لا يشعرون (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) الجاثية/23، وهذه الحضارات كانت لها منجزات مادية، لكنها كانت جافة قاسية، لم تراعِ الروح الإنسانية، ولم تلب أشواقها الغيبية.

2-والخاصية الثانية للحضارة الإسلامية مترتبة على الأولى، فإذا كان البشر كلهم خلق الله، وليس بين الله وبين أحد من الناس نسب، فإن الناس سواسية في أصل الخلقة، وحق الكرامة، وسواسية في الحقوق والواجبات، وكل واحد منهم يخرج إلى الدنيا بريء الذمة، وعدم النسب إلى الله واضح في قول الله تعالى: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) الإخلاص/3، وقد صرح القرآن الكريم بالمساواة في قوله: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات/13، وصرح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ( كلكم لآدم وآدم من تراب )، فصارت المساواة بين الناس بدهية في أذهان المسلمين، وقاعدة من قواعد حضارتنا، أثمرت أيضا ثمرات مباركة، فقد أفسحت المجال أمام فئات من الناس فعبروا عن مواهبهم الفذة، واستفاد منها إخوانهم من البشر، وما كان لهم أن يعبروا عن مواهبهم في ظل النظام الطبقي الذي كان يسود العالم، والذي لا يلد فيه العبد إلا عبدا، ولا يلد السيد إلا سيدا.

وكم من الشخصيات العسكرية والسياسية والعلمية الإسلامية كانت من أصول مستضعفة، ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه معلقا على نبوغ بعض المستضعفين (إن الله ليرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين)

وهذه النظرة العادلة للناس لم تكن في حضارة سابقة للإسلام، ولا كانت في الحضارات اللاحقة: أما السابقة، فرحم الله شوقي إذ عبر عن الظلم الاجتماعي فيها فقال:

أتيت والناس فوضى لا تمر بهم      إلا على صنم قد هام في صنم

مسيطر الروم يبغي في رعيته    وحاكم الفرس من كبر أصم عمي

يقتلان عباد الله في شبه                ويذبحان كما ضحيت بالغنم

وأما الحضارة اللاحقة، فتأملوا ما نسمعه كل يوم في وسائل الإعلام عن ظلم للبشر بسبب أصولهم وألوانهم ومستواهم المعيشي، إن كلمة " دول العالم الثالث " أو     " النامية " تعبير مهذب عن معنى فيه ما فيه من التمييز بين البشر.

3-والخاصية الثالثة للحضارة الإسلامية أنها جمعت بين المادة والروح، فهي لا تنبذ المادة وتعدها رجسا، ولا تؤلهها، وفي نفس الوقت تلبي حضارتنا أشواق الروح، لقد عمرنا الأرض بالقسط والعدل والبناء والعلوم والفنون، وما زالت شواهد ذلك قائمة تتحدى الزمن، وعمرنا الضمائر بذكر الله ومحبته وخشيته، فالمسلمون لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وجنود الإسلام فرسان في النهار رهبان بالليل، والشعار العام للمجتمع الإسلامي ( وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص/77.

وأنا على ثقة من أن هذا لا يثير الكثير من اهتمامنا نحن المسلمين؛ لأننا ألفناه وآمنا به، فلا نتصور غيره، لكن العالم شهد وما زال يشهد حضارات، منها ما هو روحاني منقطع عن المادة، ومنها ما هو مادي منقطع عن الروح، سواء آمن بها أم لم يؤمن، لكنه لا يقيم لها أي اعتبار، وحدث ولا حرج عما جر ذلك من فساد في حياة البشر، لقد تعاملت مع الإنسان كما تتعامل مع المادة بمقاييس رقمية، حتى سمى بعضهم هذا العصر بأنه الساعة الخامسة والعشرون، أي الساعة التي لم تخطر ببال الآباء والأجداد، إذ صار الإنسان يعامل معاملة الآلة، لا عبرة فيه لغير الجانب المادي.

والإسلام لم يجمع بين المادة والروح جمعا فلسفيا مقصورا على عقول أصحابة، بل كان لذلك ثمرة عملية هي نتاج الإيمان بالله الواحد المتصف بصفات الكمال، فإن الله سبحانه وتعالى رحمن رحيم ما خلق الخلق وأهملهم، بل أرسل لهم رسلا عرفنا بعضهم ولم نعرف البعض الآخر، قال تعالى: ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) فاطر/24، وقال تعالى عن الرسل: (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) غافر/78، وأنزل كتبا تتلى بينهم كان آخرها والمهيمن عليها ما نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جاء منظما لحياة الناس في دنياهم ودينهم، فسعد المسلمون به لأنه تشريع الله الذي خلق الإنسان ويعلم نفسه وبدنه ويعلم ما يصلحه، ومن لم يعلم ذلك لا يستطيع أن يضع للناس نظاما يصلحهم، فإن أقدر الناس على صيانة الآلة مَن صنعها، والإنسان صنعة الله جل جلاله، ولذا أسعده قانون الله ولم تسعده الأنظمة الأخرى.

نحن نعجب كثيرا بما يتحدث به بعض الباحثين عن الإعجاز العلمي في القرآن، وهو يعني أن القرآن كلام الله لا يقدر عليه غيره، فيجب الإيمان به، والعمل بمقتضاه.

لكن الإعجاز التشريعي في القرآن لا يقل عنه إثارة للعجب، وهذا التشريع الرباني كان له أثر مبارك في إسعاد الناس، فإن أي قانون لا يؤدي غايته إذا لم يلتزم به من شرع لهم، وقد التزم المسلمون بالتشريع الرباني لأنهم يشعرون برقابة الله، فقد قال لهم عز وجل:(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) الحديد/4، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( اتق الله حيثما كنت )، ومن منا لا يذكر قول تلك الفتاة لأمها عندما أمرتها أن تغش اللبن بعيدا عن عين عمر:( إن كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا )، وقارن هذا مع الفساد الذي طبق الأرض والذي تعجز الأجهزة الخاصة عن ملاحقة المتورطين فيه.

4-ومن خصائص حضارتنا أنها إنسانية، بمعنى أنها ليست حكرا على قوم، ولا على قطر بل رسالة الإسلام موجهة للجميع، وباستطاعة الجميع أن يساهموا في البناء، قال الله تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )سبأ/28، فالبشرى لمن آمن، والإنذار لمن لم يؤمن، ولذا وجدنا كل الشعوب الإسلامية قد ساهمت في بناء الحضارة الإسلامية، سواء في الجانب المادي أو الفكري، لأنهم جميعا خدموا الإسلام باعتباره دين الله، والله ربهم جميعا، وراجع أسماء المفسرين والمحدثين والفقهاء والصوفية والفلاسفة تجدهم من كل الشعوب الإسلامية.

ومما يلفت الانتباه أن العرب عندما انحسروا عسكريا قام غيرهم بحمل الراية ومتابعة الدعوة، قال تعالى: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) محمد/38، وكم على وجه الأرض من شعوب دخلت في دين الله عندما بلغتهم الدعوة الإسلامية، وهي اليوم تعتز بالإسلام وتدعو إليه وتناضل عنه، بينما بسطت حضارات أخرى ظلها على بعض الشعوب، فلما انحسرت ما أسف عليها أحد لما رأوا من بلائها.

هذه بعض معالم الحضارة الإسلامية، ويجب أن نعي جيدا أن الإسلام هو الذي بنى هذه الحضارة، وهو المحرك والموجه لكل نشاطات هذه الحضارة، وليس العكس، فإن بعض الملحدين يرون الإسلام ثمرة مخاض فكري واجتماعي وثقافي لشعب من الشعوب في فترة من الفترات الزمنية، وهؤلاء جهلة تضيق صدورهم بكلمة الدين، فيتفلتون منها، ويتعامون عن كتاب الله المعجز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ولذا فنحن عندما نتكلم عن الحضارة الإسلامية إنما نتكلم عن الإسلام في بعض جوانبه.

أما تأثير الإسلام في حياة الناس فقد كان الناس مع الإسلام فريقين، فريق آمنوا ودخلوا في دين الله وتأثروا بعقائده وأحكامه، فسعدوا بذلك في الدنيا والآخرة، وفريق حقت عليهم الضلالة فلم يسلموا، لكن آثار الحضارة الإسلامية ونتاج المدنية الإسلامية واضحة في حياتهم، وقد تتبع هذا العلماء وكتبوا عنه، ولا يتسع المقام لذكره، لكنك ترى المشركين منهم يفسرون شركهم بما يخفي الشرك باعتباره عارا وجهالة، ويقتربون من فكرة التوحيد، وترى الظالمين للشعوب يفسرون ظلمهم بما يجعله شفقة على الناس ومحاولة للأخذ بأيديهم، ويفسرون التحاكم إلى الطاغوت بأنه بحث عن المصلحة، وعين المؤمن البصيرة لا يخفى عليها هذا التلاعب، فهي تعرف الحقيقة بنور الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) الأنفال/29.

هذه حضارتنا الربانية السمحة الحانية على كل البشر لتسعدهم في الدنيا والآخرة، وتقربهم إلى الله زلفى، فإن الله قد ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام.

وإذا كان البعض يدعو اليوم إلى صدام الحضارات فنحن ندعو إلى حوار الحضارات لعله يسفر عن نتيجة تخرج الناس من شقائهم وتبدد مخاوفهم، وتسعدهم في الأرض التي خلقها الله لهم، وما هذه المجالس والندوات والدعوات والمحاورات إلا محاولة لتجنب الشر المستطير الذي يهدد البشر بسبب ما اخترعوا من وسائل الدمار الشامل، وهي نفس الوقت لإقامة الحجة على الناس إذ تبلغهم رسالة الله كيلا يقولوا يوم القيامة ما جاءنا من نذير.

ونحن لا نغفل عن كيد الكائدين ومكر الماكرين. وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.