حول الرسم المسيء للذات الإلهية

الكاتب : دائرة الإفتاء العام

أضيف بتاريخ : 13-08-2016


 

بيان حول الرسم المسيء للذات الإلهية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فقد أدى الإسلام دوره العظيم في الحياة الإنسانية، وبناء القيم النبيلة التي تنشر العدل والتسامح والرحمة، وحمل المسلمون هذه الأمانة على مر العصور، ينشرون العدل والرحمة ويأدون دورهم في بناء الحضارة الإنسانية فكانوا مشاعل هدى ونور أينما حلوا وارتحلوا.

وقد جاء اليوم فئآم من الناس استغلوا الدعوة إلى مواجهة العنف والتطرف، فتطاولوا على الذات الإلهية، والرموز الدينية، وشنوا هجمة شرسة على هذا الدين تريد النيل منه وتشويه مفاهيمه، تحت ذريعة مواجهة العنف والتطرف مستغلين أفعال المتطرفين والتكفيريين المجرمين، فصوروا الإسلام عدواً لهم، وتمادوا في تشويه صورته، وأساؤوا إلى  الذات الإلهية تارة، وإلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تارة أخرى، وهم بذلك لا يقِلون تطرفاً عن المتطرفين بل إنهم يعملون على إذكاء نار التطرف وإشعال الفتنة والفرقة في المجتمع الواحد.

وقد سبق وبينا أن التطرف لا دين له ولا مذهب، وأنه خارج عن الدين الإسلامي، وعن كل الأديان والشرائع السماوية، وقد كان الأردن سباقاً للتحذير من هذا التشويه بإطلاق رسالة عمان رسالة الإسلام السمحة عام 2004م.

إن ما نشر من استهزاء بالذات الإلهية من قبل البعض يؤجج الكراهية وينشر الفتنة في البلاد، الأمر الذي يجب الوقوف ضده بكل حزم وإصرار، ويتحمل المسلمون جميعاً مسؤولية الدفاع عن الذات الإلهية والذب عنها، من خلال التحلي بالأخلاق القرآنية، وإبراز صورة الإسلام الحسنة المشرقة الناصعة أمام العالم، ورد الشبهات الموجهة إليه، والبعد عن العنف والإرهاب والقتل، الذي لا يؤدي إلا إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين.

وإننا في دائرة الإفتاء العام نثمن ما قامت به الأجهزة الحكومية والأمنية من إجراءات لمحاسبة من أساء للذات الإلهية والرموز الدينية، ونطالب بتغليظ العقوبات على كل من يسيء للأديان في إطار القانون والنظام العام، وعدم إثارة الفتنة والنعرات الطائفية، لتبقى الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، بعيداً عن كافة أشكال العنف التي تؤجج نار الفتنة والعنف.

وندعو أبناء الوطن إلى ضرورة الوقوف صفاً واحداً في وجه دعوات العنف والتطرف، والابتعاد عن الإشاعات المغرضة وترديدها دون النظر في النتائج والشرور الناتجة عنها والتي يمكن أن تؤدي إلى هدم المجتمع وتقويض أركانه.

وإننا نؤكد على وجوب مقاومة التطرف بكل أشكاله، ومواجهته والعمل على تحصين مجتمعنا الأردني من براثنه وأمراضه، أياً كان مصدره وشكله.

وكذلك ندعو وسائل الإعلام إلى أن تقوم بدورها في نقل الصورة الصحيحة وعدم السعي وراء الإشاعات، والحرص على ترسيخ قيم الإسلام السمحة، وإبراز صورته المشرقة؛ وعلى أصحاب هذا المجال أن يتحملوا الأمانة على خير وجه دون تحريف أو تزييف أو تهويل فالكلمة سلاح خطير، وهي سلاحٌ ذو حدَّين، فإن كانت الكلمة صادقةً أمينةً صالحةً أدَّت إلى الخير والبناء، وإن كانت كاذبةً باطلةً فاسدةً قادت إلى الشرِّ والدمار.

سائلين الله تعالى أن يحفظ بلدنا آمناً مطمئناً، وأن يقيه من كل سوء، وأن يحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين.